وإنّ لله في رعيك لسرّا، ولطفا مستمرّا مستقرّا، إذ ألقاك «١» بسرّ الرّوع إلى الساحل، وأخذ «٢» بيدك من ورطة الواحل، وحرّك منك عزيمة الرّاحل، إلى الملك الحلاحل «٣» ، فأدالك «٤» من إبراهيمك سميّا، وعرفك بعد الوليّ وسميّا، ونقلك من عناية إلى عناية، وهو الذي يقول وقوله الحقّ ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ
«٥» الآية. وقد وصل كتاب سيدي يحمد- والحمد لله «٦» - العواقب، ويصف المراقي التي حلّها والمراقب، وينشر المفاخر الحفصيّة والمناقب، ويذكر ما هيّأه الله لديها من إقبال، ورخاء بال، وخصّيصى «٧» اشتمال ونشور «٨» آمال، وأنه اغتبط وارتبط، وألقى العصا بعد ما خبط.
ومثل تلك الخلافة العليّة من تزن الذوات، المخصوصة من الله بشريف «٩» الأدوات، بميزان تمييزها، وتفرّق بين شبه المعادن وإبريزها، وشبه الشيء مثل معروف «١٠» ، ولقد أخطأ من قال: الناس ظروف، إنما هم شجرات مربع في بقعة ماحلة، وإبل مائة