لا أمل مسعف ولا عمل ... ونحن «١» في ذا والموت قد وصلا
والوقت إلى الإمداد منكم بالدّعاء في الأصائل والأسحار، إلى مقيل العثار «٢» ، شديد الافتقار، والله عزّ وجلّ يصل لسيدي رعي جوانبه، ويتولّى تيسير آماله من فضله العميم ومآربه، وأقرأ عليه من التّحيّات، المحمّلة من فوق رحال الأريحيّات، أزكاها، ما أوجع البرق الغمائم فأبكاها، وحسد الروض جمال النّجوم الزّواهر فقاسها بمباسم الأزهار «٣» وحكاها، واضطبن «٤» هرم اللّيل عند الميل عصا الجوزاء وتوكّاها، ورحمة الله تعالى وبركاته.
وخاطبت الفقيه الرئيس أبا زيد بن خلدون لما ارتحل من بحر ألمرية، واستقرّ ببسكرة عند الرئيس بها أبي العباس ابن مزنى صحبة رسالة خطّبها «٥» أخوه أبو زكريا، وقد تقلّد كتابة الإنشاء لصاحب تلمسان، ووصل الكتب «٦» عنه من إنشائه «٧» :
[الطويل]
بنفسي وما نفسي عليّ بهينة ... فينزلني عنها المكاس بأثمان «٨»