فأقسم لولا أنّ الله ذكر الإبل في الكتاب الذي أنزل، وأعظم الغاية «١» بها وأجزل، لسللت عليه سلاح الدّعاء، وأغريت بهجره نفوس الرّعاء. وقلت: أراني الله إكسارك من بعير، فوق سعير، ولا سمحت لك «٢» عقبة الأندر «٣» والسعير «٤» ، ببرّ ولا شعير:[الوافر]
دعوت عليك لمّا عيل صبري ... وقلبي قائل يا ربّ لا لا
نستغفر الله، وأيّ ذنب لذي ذنب شائل، وليث مائل، بإزاء لجّ هائل، يتعاوره «٥» الوعد والوعيد، فلا يبدي ولا يعيد، وتمرّ الجمعة «٦» والعيد، فلا يستدبر «٧» ولا يستعيد «٨» ، إنما الذّنب لدهر يرى المجتمع فيغار، ويشنّ منه على الشّمل المغار «٩» ، ونفوس على هذا الغرض تسانده «١٠» ، وتعينه ليبطش ساعده، وتقاربه فيما يريد فلا تباعده:[الكامل]
ولقد علمت فلا تكن متجنّيا ... إنّ الفراق هو الحمام الأول
حسب الأحبّة أن يفرّق بينهم ... صرف الزمان «١١» فما لنا نستعجل