للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك الأهواء والأهرام، دفنه «١» الملك الغصّاب، بعد أن قدّست الأنصاب، وأخفى «٢» الأثر فلا يصاب، أو تكون الأنوار هنالك تتجسّم، والحظوظ تعيّن وتقسّم، والحقائق تحدّ وترسم، أو تتوالد بتلك المغارات يوسانيا وروسم. أنا ما «٣» ظننت بأن تثور من أجم الأقلام أسود، وتعبث بالسّويداوات من نتائج اليراع والدواة لحاظ سود. من قال في الإنسان عالما صغيرا فقد ظلمه، كيف والله بالقلم علّمه، ورفع في العوالم علمه.

لقد درّت حلمات تلك الأقلام «٤» من رسل غزير، وما كان فحل تلك الأقلام بزير، ولا سلطان تلك الطّباع المديدة الباع ليستظهر بوزير. إنما هي مشاكي كمال «٥» أوقدها الله وأسرجها، وملكات في القوة رجّحها «٦» مرجّح القوة فأبرزها إلى العقل وأخرجها.

وأحر بها أن تحطّ بذرى «٧» المدارك الإلهية رحالها، وتترك إلى الواجب الحقّ محالها، فتتجاوز أوحالها، مستنيرة بما أوحي لها. إيه بنيّة، أقسم بربّ البنيّة، وقاسم الحظوة السنيّة، لقد فزت من نجابتكم عند التماح إجابتكم بالأمنيّة، فما أبالي بعدها بالمنيّة. وقاه الله عين الكمال من كمال، صان سروجه من إهمال «٨» ، واكتنفه بالمزيد من غير «٩» يمين وشمال، كما سوّغ الفقير مثلي إلى فقرها زكاة جمال «١٠» ، لا زكاة جمال. ولعمري، وما عمري عليّ بهيّن، ولا الحلف في مقطع الحقّ بمتعيّن، لقد أحقب «١١» منها إليّ ثلاث كتائب، قادها النّصر جنائب، ألفاتها العصي، ونوناتها القسيّ، وغاياتها المرام القصيّ «١٢» ، ورقومها الحلق «١٣» ، وجيادها قد فشا فيها البلق، بحيث لا استظهار للشيخ إلّا بشعب سدر «١٤» ، ولا افتراس إلّا لمرقة «١٥» قدر، ودريد هذا الفن يحمل في خدر: [الكامل]

سلّت عليّ سيوفها أجفانه ... فلقيتهنّ من المشيب «١٦» بمغفر

فلولا تقدّم العهد بالسّلم، لخيف من كلمها وقوع الكلم. أما إحداهنّ ذات القتام «١٧» ، والدّلج بالإعتام، المستمدّ سوادها الأعظم من مسك الختام، فعلّلت «١٨»