للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فريضة نظامها بالزيادة، وعلت يدها بمنشور السّيادة، ورسم شنشنتها المعروفة لأخزم «١» ، وجادها من الطّبع السّماك والمرزم، وضفر أشجاعها «٢» المضفّرة لزوم ما لا يلزم: [الكامل]

خدم اليراع بها فدبّجها «٣» ... وسألت مجتهدا عن الغرض «٤»

فعلمت أنّ الصّلح مقصده ... لتزول بعض عداوة الرّبض

وأما أختها التّالية، ولدّتها الحافلة الحالية «٥» ، فنؤوم مكسال، ريقها برود سلسال، ومن دونها موارد ونسال «٦» ، وذئب عسّال، وإن علّلت «٧» بنقص في النّظم، وقد أخذت من البدائع بالكظم، وامتكّته «٨» المعاني امتكاك العظم. وأمّا الثالثة فكاعب، حسنها بالعقول متلاعب، بنت لبون، لا لهمة «٩» حرب زبون، حيّاها الله وبيّاها، فما أعطر ريّاها: [البسيط]

تشمّ أرواح «١٠» نجد من ثيابهم ... عند القدوم لقرب العهد بالدّار

ولو قصّرت لتغمّد تقصيرها، وكثر بالحقّ نصيرها، فكيف وقد أجادت «١١» ، وصابت غمامتها وجادت. وقد شكرت على الجملة والتّفصيل، وعرفت منّة الباذل وجهد الفصيل، وطالعت مسائل البيان والتّحصيل، وقابلت مفضّض الضّحى بمذهّب الأصيل. وأثرت يدي وكانت إلى تلك الفقر فقيرة، ونبهت في عيني الدّنيا وكانت حقيرة، ورجحت «١٢» أن لا تعدم هذه الأسواق مديرا، ولا تفقد هذه الآفاق روضة وغديرا. وسألت لجملتكم المحوطة للشّمل، الملحوظة بعين السّتر والحمل «١٣» ، عزّا أثيرا، وخيرا كثيرا، وأمنا تحمدون منه فراشا وثيرا. وعذرا أيها الأحباب، والصّفو اللّباب، عن كدح سنّ وكبرة، وفلّ استرجاع وعبرة، استرقته ولجّ الشّغب «١٤» ذو النظام، والخلق فراش يكبّون منّي على حطام، ورسل الفرنج قد غشي المنازل منثالها، ونبحتها «١٥» بالعشيّ أمثالها، والمراجعات تشكون اللّبث «١٦» ، والجباة تستشعر