الخمر بين لثاته والزّهر في ... وجناته والسّحر في أحداقه
ميّاد» غصن البان في أثوابه ... ويلوح بدر التّمّ في أطواقه
من للهلال «٢» بثغره أو خدّه «٣» ... هب أنه يحكيه في إشراقه
ولقد تشبّهت الظّباء «٤» بشبهة ... من خلقه وعجزن عن أخلاقه
نادمته وسنا محيّا الشمس قد ... ألقى على الآفاق فضل رواقه
في روضة ضحكت ثغور أقاحها ... وأسال «٥» فيها المزن من آماقه
أسقيه كأس سلافة كالمسك في ... نفحاته والشهد عند مذاقه
صفراء لم يدر الفتى أكواسها ... إلّا تداعى همّه لفراقه
ولقد تلين الصّخر «٦» من سطواته ... فيعود للمعهود من إشفاقه
وأظلّ أرشف من سلافة «٧» ثغره ... خمرا تداوي القلب من إحراقه
ولربما عطفته عندي «٨» نشوة ... تشفي «٩» الخبال بضمّه وعناقه
أرجو نداه «١٠» إذا تبسّم ضاحكا ... وأخاف منه العتب في إطراقه
أشكو القساوة من هواي «١١» وقلبه ... والضّعف من جلدي ومن ميثاقه
يا هل لعهد قد مضى من عودة ... أم لا سبيل بحالة للحاقه
يا ليت «١٢» لو كانت لذلك حيلة ... أو كان يعطى المرء باستحقاقه
فلقد يروق الغصن بعد ذبوله ... ويتمّ «١٣» بدر التّمّ بعد محاقه