أرسل عنان جواد أنت راكبه ... واضمم يديك ودعه في يد الملك
حتى يصير إلى الحسنى على ثقة ... يهدي سبيلك هاد غير مؤتعك
قد كان بعدك للأعداء مملكة ... حتى استدرّت عليهم كورة الفلك
سارت بك الجرد «١» أو طار الفضاء «٢» بها ... والحين قد قيّد الأعداء في شرك
فما تركت كميّا غير منعفر ... ولا تركت نجيعا غير منسفك
ناموا وما نام موتور على حنق ... أسدى إذا فرصة ليست «٣» من السلك
فصبّحتهم جنود الله باطشة ... والصبح من عبرات الفجر في مسك
من كل مبتدر كالنّجم منكدر ... تفيض أنفسهم غيظا من المسك
فطاعنوكم بأرماح وما طعنت ... وضاربوكم بأسياف ولم تحك
تعجّل النّحر فيهم قبل موسمه ... وقدّم الهدي منهم كلّ ذي نسك
فالطير عاكفة والوحش واقفة ... قد أثقلتها لحوم القوم عن حرك
عدت على كل عاد منهم أسر ... بعثن «٤» في حنجر «٥» رحب وفي حنك
كلي هنيئا مريئا واشكري ملكا ... قرتك أسيافه في كل معترك
فلو تنضّدت الهامات إذ نشرت ... بالقاع للغيظان بالنّبك
أبرح وطالب بباقي الدهر ماضيه ... فيوم بدر أقامه الفيء في فدك
وكم مضى لك من يوم بنت له ... في ماقط برماح الحظّ مشتبك
بالنّقع مرتكم بالموت ملتئم ... بالبيض مشتمل بالشمر محتبك
فحص القباب إلى فحص الصعاب ... إلى أريولة مداسات إلى السّكك
وكم على حبر محمود وجارته ... للرّوم من مرتكل غير متّرك
وفّيت للصّفر حتى قيل قد غدروا ... سموت تطلب نصر الله بالدّرك
فأسلمتهم إلى الإسلام غدوتهم ... وأذهب السيف ما بالدّن من حنك
يا أيها الملك السامي بهمّته ... إلى رضى الله لا تعدم رضى الملك
ما زلت تسمعه بشرى وتطلعه ... أخرى كدرّ على الأجياد منسلك
بيّضت وجه أمير المؤمنين بها ... والأرض من ظلمة الإلحاد في حلك