يا شدّ ما افترقا من بعد ما اعتنقا «١» ... أظنّها محرقة «٢» كانت على دخن «٣»
وربّ سار إلى وجه يسرّ به ... وافى وقد نبت المرعى على الدّمن
أتى إلى الله لا سمع ولا بصر ... يدعو إلى الرّشد أو يهدي إلى السّنن
في كل يوم فراق لا بقاء له ... من صاحب كرم أو سيّد قمن
أعيا أبا حسن فقد الذين مضوا ... فمن لنا بالذي أعيا أبا حسن
كأنّ البقية في قوم قد انقرضوا ... فهاج ما شاء ذاك القرن من شجن
يعدّ فدا وفي أثوابه رمز من ... كل ذي خلق عمرو وذي فطن
وإنّ من أوجدتنا كلّ مفتقد ... حياته لعزيز الفقد والظّعن
من للملوك إذا خفّت حلومهم ... بما يقاوم ذاك الطيش من سكن
ومنها:
يا يونس لا تسر أصبحنا لوحشتنا ... نشكو اغترابا وما بنّا عن الوطن
ويا مطاعا مطيعا لا عناد له ... في كل أمر على الإسلام مؤتمن
كم خطت كارتجاج البحر مبهمة ... فرّجتها بحسام سلّ من لسن
طود المهابة في الجلا وإن جذبت ... عنانه خلوة هزّت ذرى وتر
أكرم به سببا تلقى الرسول به ... لخمس واردة في الفرض والسّنن
ناهيك من منهج سمّ القصور به ... هوى فمن قدر عال إلى فدن
من كل وادي التّقى يسقى الغمام به ... فيستهل شروق الضّرع باللبن
تجمّلت بك في أحسابها مضر ... وأصل مجدك في جرثومة اليمن