من دولة حولها الأنصار حاشدة ... في طامح شامخ الأركان والقنن
من الذين هم رووا وهم نصروا ... من عيسة الدّين لا من جذوة الفتن
إن يبد مطّلع منهم ومستمع ... فارغب بنفسك عن لحظ وعن أذن
ما بعد منطقه وشي ولا زهر ... ولا لأعلاق ذاك الدّرّ من ثمن
أقول وفينا فضل سؤدده ... أستغفر الله ملء السّر والعلن
محمد ومغيث نعم ذا عوضا ... هما سلالة ذاك العارض الهتن
تقيّلا هديه في كل صالحة ... نصر السّوابق عن طبع وعن مرن
ما حلّ حبوته إلّا وقد عقدا ... حبا بما اختار من أيد ومن منن
غرّ الأحبّة عند حسن عهدهما ... وإن يؤنس في الأثواب والجنن
علما وحلما وترحيبا وتكرمة ... للزائرين وإغضاء على زكن
يا وافد الغيث أوسع قبره نزلا ... وروما حول ذاك الدّيم من ثكن
وطبق الأرض وبلا في شفاعته ... فنعم رائد ذاك الرّيف واليمن
وأنت يا أرض كوني مرّة بأبي ... مثوى كريم ليوم البعث مرتهن
وإن تردّت بترب فيك أعظمه ... فكم لها في جنان الخلد من ردن
ومن شعره قوله مخمّسا، كتب بها، وقد أقام بمراكش يتشوق إلى قرطبة:
[الطويل]
بدت لهم بالغور والشّمل جامع ... بروق بأعلام العذيب لوامع
فباحت بأسرار الضمير المدامع ... وربّ غرام لم تنله المسامع
أذاع بها من فيضها لا يصوّب «١»
ألا في سبيل الشّوق قلب مؤثّل ... بركب إذا شاء والبروق تحمل
هو الموت إلّا أنني أتحمّل ... إذا قلت هذا منهل عزّ منهل
وراية برق نحوها القلب يجنب
أبى الله إمّا كلّ بعد فثابت ... وإما دنوّ الدار منهم ففائت
ولا يلفت البين المصمّم لافت ... ويا ربّ حيّ البارق المتهافت
غراب بتفريق الأحبّة ينعب