خذوا بدمي ذاك الوسيق المضرّجا ... وروضا بغيض العاشقين تأرّجا
عفى الله عنه قاتلا ما تحرّجا ... تمشّى الرّدى في نشره وتدرّجا
وفي كل شيء للمنيّة مذهب
سقى الله عهدا قد تقلّص ظلّه ... حيا قطره يحيى الربا مستهلّه
وعى به شخصا كريما أجلّه ... يصحّ فؤادي تارة ويعلّه
ويلمّه بالذكر طورا ويشعب
رماني على قرب بشرخ ذكائه ... فأعشت جفوني نظرة من ذكائه
وغصّت بأدنى شعبة من سمائه ... شعابي وجاء «١» البحر في غلوائه
فكلّ بقرب «٢» ردع خدّيه يركب
ألم يأته أنّى ركنت قعودا ... وأجمعت عن وفز الكلام قعودا
ولم أعتصر للذّكر بعدك عودا ... وأزهقني هذا الزمان صعودا
فربع الذي بين الجوانح سبسب
على تلك من حال دعوت سميعا ... وذكّرت روضا بالعقاب مريعا
وتملأ الشعب المذحجي جميعا ... وسربا بأكناف الرّصافة ريعا
وأحداق عين بالحمام تقلّب
ولم أنس ممشانا إلى القصر ذي النّخل ... بحيث تجافى الطود عن دمث سهل
وأشرف لا عن عظم قدر ولا فضل ... ولكنه للملك قام على رجل
يقيه تباريح الشمال ويحجب
فكم وجع «٣» ينتابه برسيسه ... ويرتحل الفتى بأرجل عيسه
أبق أمّ عمرو في بقايا دريسه ... كسحق اليماني معتليه نفيسه
فرقعته تسبي القلوب وتعجب
وبيضاء للبيض البهاليل تعتزي «٤» ... وتعتزّ بالبان جلالا وتنتزي
سوى أنها بعد الصّنيع المطرّز ... كساها البلى والثّكل أثواب معوز
يبكي وتبكي للزائرين وتندب