للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبالغ فيه كلّ أروع أصيد ... طويل المعالي والمكارم واليد

وشادوا وجادوا سيّدا بعد سيّد ... فبادوا جميعا عن صنيع مخلّد

يقوم عليه الثناء ويخطب

مصابيحه مثل النجوم الشّوابك ... تمزّق أثواب النجوم الحوالك

وتحفظه من كل لاه وسالك ... أجادل تنقضّ انقضاض النّيازك

فإبشارهم بالطبطبية تنهب

أجدك لم تشهد بها ليلة القدر ... وقد جاش برّ الناس منه إلى بحر

وقد أسرجت فيه جبال من الزّهر ... فلو أن ذلك النّور يقبس من فجر

لأوشك نور الفجر يفنى وينضب

كأن للثّريّات «١» أطواد نرجس «٢» ... ذوائبه تهفو بأدنى تنفّس

وطيب دخان النّدّ من كل معطّس ... وأنفاسه في كل جسم وملبس

وأذياله فوق الكواكب تسحب

إلى أن تبدّت راية الفجر تزحف ... وقد قضّى منهما «٣» الذي لا يسوّف

تولّوا وأزهار المصابيح تقطف ... وأبصارها صونا تغضّ وتطرف

كما تنصل الأرماح ثم تركّب

سلام على غيابها وحضورها ... سلام على أوطانها وقصورها

سلام على صخرائها وقبورها ... ولا زال سور الله من دون سورها

فحسن دفاع الله أحمى وأرهب

وفي ظهرها المعشوق كل مرفّع ... وفي بطنها الممشوق كل مشفع

متى تأته شكوى الظّلامة ترفع ... وكل بعيد المستغاث مدفّع

من الله في تلك المواطن يقرب

وكم كربة ملء الجوانح والقلب ... طرقت وقد نام المواسون من صحب

بروعتها قبر الوالي لي وهبّ ... وناديت في التّرب المقدّس يا ربّ

فأبت بما يهوى الفؤاد ويرغب