للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والبيت يعمره سرّ الملائك في ... مشكاة قلبك قد أسرجن أنوارا

ورفع الله سقفا أنت تسكنه ... سماؤه أطلعت شهبا وأقمارا

وبحر فكرك مسجور بجوهره ... فغص به مخرجا للدّرّ أسرارا

فإن رأيت بوادي القدس نار هدى ... فاثبت فنورك فيها مازج النّارا

واخلع لسمع النّدا نعليك مفتقرا ... إلى المنادي تنل عزّا وإكبارا

وغب عن الكون بالأسماء متّصفا ... واطلب من الكلّ ربّ الدار لا الدّارا

ومن ذلك في هذا المعنى: [الطويل]

أطالب ما في الرّوح من غامض السّرّ ... وقارع باب العلم من عالم الأمر

عرضت لعلم أبهم الشّرع بابه ... لكلّ جهول للحقائق لا يدري

ولكنّ خبيرا قد سألت محقّقا ... فدونك فانظم ما نثرت من الدّرّ

وبين يدي نجواك قدّم وسيلة ... تقى الله واكتم ما فهمت من السّرّ

ولا تلتفت جسما ولا ما يخصّه ... من الحسّ والتخييل والوهم والفكر

وخذ صورة كلّية جوهريّة ... تجلّ عن التمييز بالعكس والسّبر

ولكن بمرآة اليقين تولّدت ... وليست بذاتي إن سألت ولا غير

كذلك لم تحدث وليست قديمة ... وما وصفت يوما بشفع ولا وتر

ولكن بذات الذّات كان ظهورها ... إذا ما تبدّت في الدّجى غرّة الفجر

ومن هذا الغرض قوله: [الطويل]

مشاهدتي مغناك، يا غايتي، وقت ... فما أشتكي بعدا وحبّك لي نعت

مقامي بقائي عاكفا بجمالكم ... فكلّ مقام في الحقيقة لي تحت

لئن حالت الأحوال دون لقائكم ... فإنّي على حكم المحبّة ما حلت

وإن كان غيري في الهوى خان عهده ... فإني وأيم الله عهدي ما خنت

وما لي رجاء غير نيل وصالكم ... ولا خوف إلّا أن يكون له فوت

نعم إن بدا من جانب الأنس بارق ... يحرّكني بسط به نحوكم طرت

ومهما تذكّرت العتاب يهزّني ... لهيبتكم قبض يغيب به النّعت

تواجدت حتى صار لي الوجد مشربا ... ولاح وجود للحقيقة إذ غبت

فها أنا بين الصّحو والمحو دائر ... أقول: فلا حرف هناك ولا صوت