للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لا نية الفرضية) أي: لا يُشترط أن ينوي كون الصيام فرضًا؛ لأن التعيين يُجزئ عنه، (٥٢) ومن قال: "أنا صائم غدًا إن شاء الله" مُتردِّدًا: فسدت نيته، لا مُتبرِّكًا، كما لا يفسد إيمانه بقوله: "أنا مؤمن إن شاء الله غير مُتردِّد في الحال (٥٣) ويكفي في النية

الصوم مثلها، والجامع: أن كلًّا منهما عبادة مكونة من أجزاء تُشترط لها النية قلتُ: هذا فاسد؛ لأنه قياس مع الفارق؛ لأن الصلاة عبادة ذات أجزاء غير منفردة عن بعضها، بخلاف شهر الصوم فهو يتكون من أيام، كل يوم منفرد عن الآخر، بدليل: أنه لو فسد صوم يوم لا يؤثر على صحة صوم اليوم الذي بعده أو الذي قبله، فيقضيه لوحده، فلو حاضت امرأة: فإنها تقضي الأيام التي أفسدتها بالحيض فقط دون غيرها، أما الصلاة فلو فسد ركن واحد منها: فإن الصلاة كلها تفسد، ويجب إعادتها فإن قلتَ: ما سبب الخلاف هنا؟ قلتُ: سببه: "تعارض التلازم والقياس" فعندنا: يُعمل بالتلازم؛ لضعف قياس الصوم على الصلاة وعندهم: يعمل بالقياس؛ لعدم الفارق بين الصلاة والصوم في ذلك.

(٥٢) مسألة: لا يُشترط في نية الصيام أن ينوي أنه يصوم فرضًا، بل المشترط: أن أنه سيصوم غدًا السبت، أو الأحد من رمضان وهكذا؛ للقياس، بيانه: كما أنه ينوي أنه سيصلي العصر مثلًا، ويجزئ عن نية أنه سيصلي الفرض، فكذلك هنا في الصوم مثلها، والجامع: أن كلًّا منهما عبادة تشترط فيها النية، وهذا للتيسير على العباد، وهو المقصد.

(٥٣) مسألة: يُستحب للمسلم أن يقول: "أنا صائم غدًا" بدون عبارة: "إن شاء الله" التي يقولها العوام كثيرًا؛ للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه سدٌّ للذرائع؛ حيث إن قول "إن شاء الله" قد يفتح الباب لأن يقولها بعضهم قاصدين أمورًا في نفوسهم، فدفعًا لذلك استُحب عدم قولها، فإن قلتَ: إن قال: "أنا صائم غدًا إن شاء الله" وهو متردد في النية: فإنها تفسد، ولا يصح صومه، أما إن قال ذلك =

<<  <  ج: ص:  >  >>