للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مكامنها، ويبعث العيون، ليتعرَّف حال العدو (١٠) (وله أن ينفل) أي: يُعطي زيادة على السهم (في بدايته) أي: عند دخوله أرض العدو، ويبعث سرية تُغير، ويجعل لها (الربع) فأقل (بعد الخمس، وفي الرَّجعة) أي: إذا رجع من أرض العدو، وبعث سرية ويجعل لها (الثلث) فأقل (بعده) أي: بعد الخمس، ويُقسِّم الباقي في الجيش كله؛ لحديث حبيب بن مسلمة: "شهدتُ رسول الله نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة" رواه أبو داود (١١) (ويلزم الجيش طاعته) والنصح (والصبر معه)؛ لقوله

(١٠) مسألة: يجب على أمير الجيش وقائدهم العام الذي سيخرج معهم: أن يُقسِّم جيشه إلى فرق، ويجعل على كل فرقة عريفًا -ويُسمَّى رئيسًا-، ويجعل لكل عريف لواء، يختلف لونه عن لون العريف الآخر، ويجعل لكل عريف وفرقته مكانًا معروفًا، ويُخصِّص أناسًا يأتون له بأخبار العدو وتفصيلات حالتهم: من عدد، وعُدَّة، وخِطط، ومنازل، ويفعل هذا القائد كل ما فيه مصلحة للمسلمين، ومفسدة للعدو؛ لقاعدتين: الأولى: السنة الفعلية؛ حيث كان يفعل ذلك في غزواته، ومنها: أنه جعل على كل عشرة عريفًا يوم خيبر، الثانية: المصلحة؛ حيث إن هذه السياسة الحربية تؤدي إلى نصر الإسلام والمسلمين.

(١١) مسألة: يُستحب لقائد الجيش -عند نزوله دار الحرب- أن يبعث سرَّية مكونة من عدة أفراد؛ ليبدأوا بقتال العدو، ويُعطيهم ربع ما يغنمونه من ذلك، ويُستحب له -عند خروجه من دار الحرب-: أن يبعث سرية أخرى لتقاتل آخر الكفار، وتُنكلِّ بهم، وتحمي ظهور المسلمين، ويُعطيهم ثلث ما يغنمونه من ذلك، أي: أن ما تغنمه السرية القبلية: يؤخذ خمسه -وهو سهم الله ورسوله- ثم يُؤخذ ربع الباقي، فيُقسَّم على أفراد تلك السرية، ويُضم الباقي إلى الغنائم العامة، وكذلك يُفعل في السرية البعدية؛ فتُعطى ثلث الباقي لما =

<<  <  ج: ص:  >  >>