للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينحرفون إليه إذا خطب، لفعل الصحابة، ذكره في "المبدع"، (٦٩) (و) أن (يُقصِّر الخطبَة)؛ لما روى مسلم عن عمار مرفوعًا: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مِئنَّة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة"، (٧٠) وأن تكون الثانية أقصر، ورفع صوته قدر إمكانه (٧١) (و) أن (يدعو للمسلمين)؛ لأنه مسنون في غير الخطبة

يمنة أو يسرة، ويُكره استدبارهم؛ للسنة الفعلية؛ حيث إنه كان يفعل ذلك، فإن قلتَ: لمَ استحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن هذا فيه دفع مفسدة تخصيص جهة دون جهة وفيه إعراض عن بعض الناس بالاتجاه إليها، ودفع مفسدة الإعراض عن الناس باستدبارهم.

(٦٩) مسألة: يُستحب أن ينظر الحاضرون إلى الخطيب أثناء خطبته؛ لفعل الصحابي؛ حيث كان الصحابة يفعلون ذلك فإن قلتَ: لمَ استحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة: حيث إن نظرهم إليه أبلغ في تأثرهم بالخطبة.

(٧٠) مسألة: يُستحب أن يُقصِّر الخطيب خطبته ويوجزها بكلمات وألفاظ قليلة وبمعان ومقاصد كثيرة من غير إخلال بشروطها؛ للسنة القولية؛ حيث قال : "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة" والذي صرف هذا الأمر من الوجوب إلى الاستحباب مدحه لمقصِّر الخطبة بأنه فقيه، فإن قلتَ: لمَ استُحب ذلك؟ قلتُ: للمصلحة؛ حيث إن ذلك فيه دفع مضرَّة طول الوقوف للخطيب، وطول الجلوس للمستمعين، وعدم انقطاع الحاضرين عن حوائجهم.

(٧١) مسألة: يُستحب أن يجعل الخطيب الخطبة الثانية أقصر من الأولى؛ للمصلحة؛ حيث إن الخطيب والمستمعين يكونون أقل نشاطًا في الثانية من الأولى، فمن باب دفع المفسدة مراعاة ذلك. تنبيه: قوله: "ورفع صوته قدر إمكانه" قد سبق بيانه في مسألة (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>