للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماشيًا)؛ لقوله : "ومشى ولم يركب" ويكون بسكينة ووقار بعد طلوع الفجر الثاني (و) أن (يدنو من الإمام) مستقبل القبلة؛ لقوله : "من غسل واغتسل، وبكَّرَ وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ: كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة عمل: صيامها وقيامها" رواه أحمد، وأبو داود، وإسناده ثقات، ويشتغل بالصلاة والذكر والقراءة (٨٦) (و) أن (يقرأ سورة الكهف في

يزيل كل شعر وظفر يتسبَّب في تجمع الأوساخ والأقذار، وأن يلبس أحسن ما عنده من الثياب، ويحرص على البيض منها، وأن يضع على رأسه شيئًا من عمامة أو طاقية، أو غترة أو شماغ، وأن يلبس ملحفة أو رداء، أو جبَّة أو عباءة ونحو ذلك مما يجعل باطنة وظاهرة نظيفًا؛ لقاعدتين: الأولى: السنة القولية؛ حيث إنه قد حثَّ على التنظف والتطيب في يوم الجمعة، وحث على لبس أحسن الثياب، وبين أن خير الثياب هو: البياض، الثانية: المصلحة؛ حيث إن فعل ذلك فيه زينة وتجمُّل، وهذا يُناسب هذا الاجتماع، ولا يشمُّ أحدٌ منه إلا رائحة طيبة، وهو داخل تحت عموم قوله تعالى: ﴿خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ﴾، فإن قلتَ: لمَ كانت أحسن الثياب هي البيضاء؟ قلتُ: للدلالة على أن القلوب سالمة من الحقد والحسد والخيانة.

(٨٦) مسألة: يُستحب أن يذهب إلى صلاة الجمعة مبكِّرًا قدر ما يستطيع، وأن يذهب إليها ماشيًا على قدميه، وأن يكون متأنيًا في مشيته، ولا يلتفت، ولا يكثر العبث، ويغض البصر، ويخفض الصوت، وأن يتصف بالهيبة، وهذه هي: "السكينة والوقار" وأن يبدأ بالمشي إليها بعد صلاته الفجر بقليل، وأن يجلس قريبًا من من الإمام مستقبل القبلة، وأن يشتغل أثناء جلوسه بالنوافل من الصلوات والذكر والقراءة للقرآن ونحو ذلك؛ لقاعدتين: الأولى: السنة القولية؛ حيث إنه قد قال: "من غسل واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من =

<<  <  ج: ص:  >  >>