للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(م: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها /١٧/ ١٦٥) من طريق حماد بن سلمة عن ثابت وحميد عن أنس بلفظ: {حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات} ثم من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه.

دراسة الإسناد:

الطريق الأول: رجال إسناده عند أبي داود:

(١) موسى بن إسماعيل: هو الْمِنقري، تقدم، أبو سلمة التبوذكي، وهو ثقة ثبت. (راجع ص ٥٤٧)

(٢) حماد: هو ابن سلمة، تقدم، وهو ثقة وتغير حفظه بأخرة. (راجع ص ٤٢٣)

(٣) محمد بن عمرو: هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي المدني:

مختلف فيه:

وثقه ابن المديني، وابن معين في رواية، وقال ابن المبارك: ليس به بأس، وقال شعبة: هو أحب إلى من يحيى بن سعيد الأنصاري، فقال ابن عبد البر: وحسبك بهذا القول من شعبة مع انتقاده للرجال، ويحيى من الأئمة، ووثقه النسائي في موضع، وفي آخر: ليس به بأس.

وضعفه آخرون: قال ابن سعد: يستضعف. وضعفه يحيى بن سعيد: قال ابن المديني: كان يحيى يضعفه بعض الضعف، وقال: سألته عنه فقال: تريد العفو أو تشدد؟ قلت: بل أشدد، فقال: ليس هو ممن تريد كان يقول حدثنا أشياخنا أبو سلمة، ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وقال: وسألت مالكا عنه فقال: نحو هذا، وفُسِّر هذا بأنه أراد أنه يدلس ويجمع الشيوخ، وقال في رواية: رجل صالح ليس بأحفظ الناس للحديث. وقال أحمد: مضطرب الحديث، وقدّم عليه العلاء، وسهيل بن أبي صالح، وقدمه على عمر بن أبي سلمة. وقال أبو حاتم: صالح الحديث يكتب حديثه، وهو شيخ. وقال يعقوب بن شيبة: هو وسط، وإلى الضعف ماهو. وقال ابن معين في رواية: لم يكونوا يكتبون أحاديثه حتى اشتهاها أصحاب الإسناد. وقال الجوزجاني: ليس بقوي الحديث، ويُشتهى حديثه. وقال ابن عدي: له حديث صالح، وحدث عنه جماعة من الثقات كل واحد ينفرد عنه بنسخة ويغرب بعضهم على بعض، وروى عنه مالك في الموطأ وغيره، وأرجو أنه لا بأس به.

وقد أخذ عليه أمران:

أولهما: كثرة الخطأ، والمخالفة: قال ابن حبان: كان يخطئ، وقال أحمد: ربما رفع أحاديث يوقفها غيره وهذا منه، وقال: ربما رفع بعض الحديث وربما قصر به، وقال ابن معين: ومَنْ يروي مثل الزهري ويحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر، إذا روى هؤلاء هذه الأحاديث وروى محمد عن أبي سلمة فخالفهم كان القول قول الزهري ويحيى؛ لأنهما أثبت منه. وقال ابن عبد البر: كان يخالف في أحاديثه، فإذا خالفه في أبي سلمة الزهري ويحيى بن أبي كثير فالقول قولهما عند أهل العلم بالحديث.

وثانيهما: الأوهام: قال ابن معين: ما زال الناس يتقون حديثه لأنه كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشيء رأيه ثم يحدث به مرة أخرى عن أبي هريرة. وقال الترمذي: ضُعّف من قبل حفظه؛ لوهمه في بعض ماروى. قال ابن عبد البر: هو ثقة محدث، روى عنه الأئمة ووثقوه، ولا مقال فيه إلا أنه يخالف في أحاديثه، ولايجري مجرى الزهري وشبهه، وما روى مالك عنه حكماً، وإنما استغنى عنه في الأحكام بالزهري ومثله، وهو عنده في عداد الشيوخ الثقات. وقال الذهبي في المغني والميزان: حسن الحديث، وفي السّيرَ: صدوق، صاحب أبي سلمة وراويته حديثه في عداد الحسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>