فكل من قال: القرآن عبارة أو مخلوق، أو لفظي بالقرآن مخلوق، فله سقر، كما هو للوليد، إلا أن يتوب.
وقال تعالى:{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}[التوبة: ٦]، ولم يقل: حتى يسمع كلامك يا محمد.
وقال تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}[القدر: ١]، يعني القرآن الذي هو في الصدور والمصاحف.
وقال عز وجل:{وإذا قرئ القرآن فاستعموا له وأنصتوا لعلكم ترحمون}[الأعراف: ٢٠٤].
وقال تعالى:{وقرآنًا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث}[الإسراء: ١٠٦] والناس إنما سمعوا قراءة النبي- صلى الله عليه وسلم- ولفظه، فلفظه بالقرآن هو القرآن، ومدح الله سبحانه وتعالى الجن الذين سمعوا قراءة النبي- صلى الله عليه وسلم-: {فقالوا إنا سمعنا قرآنًا عجبًا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا}[الجن: ١ - ٢].
وقال تعالى:{وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن}[الأحقاف: ٢٩].
وسمى الله قراءة جبريل عليه السلام للقرآن قرآنًا، فقال جل وعلا:{لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه قرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}[القيامة: ١٦ - ١٨].
وقال تعالى:{فاقرؤوا ما تيسر من القرآن}[المزمل: ٢٠].
وأجمع المسلمون على أن من قرأ فاتحة الكتاب في صلاة إنه قارئ كتاب الله، وأن من حلف أنه لا يتكلم فقرأ القرآن لم يحنث، فدل على أنه ليس بعبارة.
وقال النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه:((إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الآدميين، إنما هي القراءة، والتسبيح، والتهليل، وتلاوة القرآن)).
فأخبر أن تلاوة القرآن هي القرآن، فعلم بذلك أن التلاوة هي المتلو، والله تعالى، ورسوله- صلى الله عليه وسلم- أمر المؤمنين بالقراءة في الصلاة، ونهيا عن الكلام، فلو كانت قراءتنا كلامنا لا كلام الله لكنا مرتكبين للنهي في الصلاة.