حلتين، الحلة الواحدة خير من الدنيا وما فيها، ومن صام من رجب ثلاثة عشر يومًا يوضع له يوم القيامة مائدة في ظل العرش فيأكل عليها والناس في شدة شديدة، ومن صام من رجب أربعة عشر يومًا أعطاه الله عز وجل ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر، ومن صام منه خمسة عشر يومًا يوفقه الله تعالى يوم القيامة موقف الآمنين، ولا يمر به ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا قال له: طوبي لك إنك من الآمنين".
وفي لفظ آخر: زيادة على خمسة عشر، وهي: "من صام منه ستة عشر يومًا كان في أوائل من يزور الرحمن وينظر إليه ويسمع كلامه، ومن صام منه سبعة عشر يومًا ينصب الله له على كل ميل من الصراط مستراحًا يستريح عليه، ومن صام منه ثمانية عشر يومًا زاحم إبراهيم الخليل -عليه السلام- في قبته، ومن صام منه تسعة عشر يومًا بنى الله له قصرًا في الجنة تجاه قصر إبراهيم وآدم -عليهما السلام- ويسلم عليهما ويسلمان عليه، ومن صام منه عشرين يومًا، نادى مناد من السماء: يا عبد الله أما قد مضى فقد غفره الله لك، فاستأنف العمل فيما بقى".
وأما المطهر فلأنه يطهر صائمه من الذنوب والخطيئات، فمن ذلك ما أخبرنا به الشيخ الإمام هبة الله بن المبارك السقطي -رحمه الله- عن الحسن بن أحمد بن عبد الله المقري بإسناده عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن شهر رجب شهر عظيم من صام منه يومًا كتب الله تعالى له صوم ألف سنة، ومن صام منه يومين كتب الله له صوم ألفي سنة، ومن صام منه ثلاثة أيام كتب الله تعالى له صوم ثلاثة آلاف سنة، ومن صام منه سبعة أيام أغلقت عنه سبعة أبواب جهنم، ومن صام منه خمسة عشر يومًا بدلت سيئاته حسنات، ونادى مناد من السماء: قد غفر لك، فاستأنف العمل، ومن زاد زاده الله تعالى".
وأخبرنا الشيخ الإمام هبة الله بن المبارك بإسناده عن يونس، عن الحسن -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صام يومًا من رجب عدل له بصيام سنتين، ومن