قيل: سمى يوم الزينة لأنه -عز وجل -زين موسى وقومه بإهلاك عدوهم فرعون وقومه، فخرج مع فرعون وقومه اثنان وسبعون ساحرًا،
وقيل: ثلاثة وسبعون، ومعهم ستمائة ألف عصا وحبل، وجعلوا في وسط العصا الزئبق، والخلائق قيام على الرمضاء، واشتد حر الشمس فسأل الزئبق فسعت العصى الملتفة بالحبال، فتخيل للناس أنها حيات تسعى وهي لا تتحرك {فأوجس في نفسه خيفة موسى}[طه: ٦٧] على قومه، قال: ربما يتوهمون أن الذي فعلوه حق فينقص إيمانهم أو يرتدون، فقال الله تعالى لموسى -عليه السلام -: {وألق عصاك}[النمل: ١٠] فألقاها فإذا هي تلقف ما يأفكون وألقى موسى عصاه فإذا هي حية كأعظم جمل يكون، ولها عينان تتقدان نارًا، ودمدمة وهيبة، فأقبلت على ما صنعوا من السحر والحبال والعصى فتلقفتها، يعني التقمتها بأسرها ولم تتغير بانفتاخ بطن ونقصان حركة ولا زاد في طولها ولا في عرضها {فألقى السحرة ساجدين}[الشعراء: ٤٦] له -عز وجل -وكان أكبرهم اسمه شمعون، فـ {قالوا آمنا}[الشعراء: ٤٧] يعني صدقنا بـ {رب موسى وهارون}[الشعراء: ٤٨] ثم أقبلت الحية على عسكر فرعون وقومه فانهزموا.
وقيل: مات منهم خمسون ألفًا، القصة بطولها.
وأما الثالث: فهو عيد عيسى -عليه السلام -وقومه، قوله تعالى:{اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدًا لأولنا وآخرنا وآية منك}[المائدة: ١١٤].
وذلك أن الحواريين قالوا: يا عيسى هل يستطيع ربك أن يعطيك إن سألته أن ينزل علينا مائدة من السماء، قال لهم عيسى -عليه السلام -: اتقوا الله فلا تسألوه البلاء إن كنتم مؤمنين، فإنها إن أنزلت ثم كذبتم بها عوقبتم {قالوا نريد أن نأكل منها}[المائدة: ١١٣] فقد جعنا {وتطمئن قلوبنا}[المائدة: ١١٣] يعني تسكن قلوبنا إلى ما تدعونا إليه من الإيمان والتصديق {ونعلم أن قد صدقتنا}[المائدة: ١١٣] بأنك نبي ورسول {ونكون عليها}[المائدة: ١١٣] يعني على المائدة {من الشاهدين}[المائدة: ١١٣] عند بني إسرائيل إذا رجعنا إليهم.
والحواريون هم الذين أجابوا عيسى -عليه السلام -حين مر بهم وهم ببيت المقدس يقصرون الثياب.
وبالنبطية: الحواريون: المبيضون للثياب، وهم اثنا عشر رجلاً لما قال لهم عيسى عليه