وروى عبد الله بن منذر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله تعالى من يوم الفطر، وفيه خمس خلال: فيه خلق الله تعالى آدم -عليه السلام، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه توفى، وفيه ساعة لا يسأل العبد ربه فيها شيئًا إلا أعطاه إياه ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم الساعة، وما من ملك مقرب عند ربه -عز وجل -إلا وهو يفزع من يوم الجمعة، ولا سماء ولا أرض إلا وهى تشفق من يوم الجمعة".
وعن أبى هريرة -رضي الله عنه -عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال:"خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم -عليه السلام -، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة".
وعن أبى هريرة -رضي الله عنه -أيضًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم -أنه قال:"اليوم الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، والموعود يوم القيامة، ما طلعت شمس ولا غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة، فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يسأل الله تعالى فيها خيرًا إلا أعطاه أو يستعيذه من شر إلا يعيذه".
أخبرنا أبو نصر عن والده، بإسناده عن علي بن أبى طالب -رضي الله عنه -قال:"إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يزفون الناس إلى أسواقهم ومعهم الرايات، وتخرج الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم، السابق والمصلى والذي يليه، حتى يخرج الإمام، فمن دنا من الإمام فنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر، ومن نأى عنه فاستمع ونصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر، ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفلان، ومن نأى عنه فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان عليه كفل من الوزر، ومن قال صه فقد تكلم، ومن تكلم فلا جمعة له، ثم قال علي -رضي الله عنه -: هكذا سمعت من نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم -".