عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين".
وقيل: الإخلاص: إفراد الحق في الطاعة بالقصد، وهو إرادة العبد بطاعته القرب إلى مولا" دون أحد من خلقه، فلا يتصنع للخلق، ولا يكتسب منهم الحمد، ولا يتسجلب منهم الحب، ولا يدفع بها عن نفسه اللوم والذم.
وقيل: الإخلاص: تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين.
وقال ذو النون المصري رحمه الله: الإخلاص لا يتم إلا بالصدق فيه والصبر عليه، والصدق لا يتم إلا بالإخلاص فيه والمداومة عليه.
وقال أبو يعقوب السوسي: متى شهدوا في إخلاصهم احتاج إخلاصهم إلى إخلاص.
وقال ذو النون رحمه الله أيضاً: ثلاث من علامات الإخلاص. استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الأعمال، واقتضاء ثواب العمل في الآخرة.
وقال ذو النون أيضاً رحمه الله: الإخلاص: ما حفظ من العدو أن يفسده.
قال أبو عثمان المغربي رحمه الله: الإخلاص ما لا يكون للنفس فيه حظ بحال، وهذا إخلاص العوام. وأما إخلاص الخواص فهو ما يجرى عليهم لا بهم، فتبدوا عنهم الطاعات وهم عنها بمعزل، ولا يقع لهم عليها رؤية ولا بها اعتداد، فذلك إخلاص الخواص.
وقال أبو بكر الدقاق رحمه الله: نقصان كل مخلص في إخلاصه رؤية إخلاصه، فإذا أراد الله تعالى أن يخلص إخلاصه، ويسقط عن إخلاصه رؤية إخلاصه، فيكون مخلصاً لا مخلصاً.
وقال سهل رحمه الله: لا يعرف الرياء إلا مخلص.
وقال أب سعيد الخراز رحمه الله: رياء العارفين أفضل من إخلاص المريدين.
وقال أبو عثمان رحمه الله: الإخلاص: نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
وقيل: الإخلاص ما أريد به الحق وقصد به الصدق.
وقيل: هو الإغماض عن رؤية الأعمال.