العبد وبين الحق عز وجل، لا طريق إلى الأمن من غوائلها ما دام الروح في جسد ابن آدم، وإن بلغ العبد إلى حالة البدلية والصديقية، وإن كانت هذه الحالة أسلم من الابتداء وآمن من شرها ودواهيها، والخير أغلب والنور أكثر، والهداية متحققة بسبيل الله، والتوفيق شامل والحفظ موجود، غير أن العصمة ليست لنا، إنما ذلك مختص بالأنبياء عليهم السلام، ليقع الفرق بين النبوة والولاية.
وقد توعد الله عز وجل أهل الرياء والسمعة، ونبه على شؤم النفس وغوائلها، ونهى عن إتباعها وأمر بمخالفتها في القرآن تارة، وفيما نطق به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الأخبار والسنة أخرى.
من ذلك قال الله عز وجل: {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون* الذين هم يراءون* ويمنعون الماعون} [الماعون: ٤ - ٧].
وقال جل وعلا: {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون} [آل عمران: ١٦٧].
وقال تعالى: {وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً * مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} [النساء: ١٤٢ - ١٤٣].
وقال تعالى: {إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} [التوبة: ٣٤] الأحبار: هم العلماء، والرهبان: العباد.
وقال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلوان * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} [الصف: ٢ - ٣].
وقال تعالى: {وأسروا قولكم أو أجهروا به إنه عليم بذات الصدور} [الملك: ١٣].
وقال جل وعلا: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} [الكهف: ١١٠].
وقال تعالى: {إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} [يوسف: ٥٣].
وقال تعالى: {وأحضرت الأنفس الشح} [النساء: ١٢٨].
وقال عز وجل لداود عليه السلام: يا داود اهجر هواك فإنه لا منازع ينازعني في ملكي غير الهوى، وقال تعالى: {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله} [ص: ٢٦].
وأما السنة فمن ذلك ما روى عن شداد بن أوس رضي الله عنه أنه قال: "دخلت