على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرأيت في وجهه ما ساءني، فقلت: ما الذي بك يا رسول الله؟ فقال -صلى الله عليه وسلم: أخاف على أمتي الشرك بعدي، فقلت: أيشركون من بعدك يا رسول الله؟ فقال -صلى الله عليه وسلم-: أما إنهم لا يعبدون شمساً ولا قمراً ولا وثناً ولا حجراً، ولكنهم يراءون في أعمالهم، والرياء: هو الشرك، ثم تلا قوله تعالى:{فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[الكهف: ١١].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "يجاء يوم القيامة بصحف مختومة، فيقول الله عز وجل للملائكة: القوا هذا واقبلوا هذا، فيقولون: وعزتك ما علمنا إلا خيراً، فيقول تعالى: نعم، ولكن هذا عمل لغيري، ولا أقبل إلا ما ابتغى به وجهي".
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في دعائه:"اللهم طهر لساني من الكذب، وقلبي من النفاق، وعملي من الرياء، وبصري من الخيانة، فإنك تعلم خائنة الأعين، وما تخفى الصدور".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقعدوا إلا إلى عالم يدعوكم من خمس إلى خمس: من الرغبة إلى الزهد، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الكبر إلى التواضع، ومن المداهنة إلى المناصحة، ومن الجهل إلى العلم".
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى يقول: أنا خير شريك: من أشرك معي شريكاً في عمله فهو لشريكي دوني، إني لا أقبل إلا ما أخلص لي، يا ابن آدم أنا خير قسيم، فانظر عملك الذي عملت لغيري، فإنما أجرك على الذي عملت له".
وقل -صلى الله عليه وسلم-: "بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة في الدين والتمكين في البلاد، ما لم يعملوا عمل الآخرة للدنيا، ومن يعمل عمل الآخرة للدنيا لم يقبل منه وما له في الآخرة من نصيب".