وقيل: شكر النعمة أن ترى نفسك فيه طفيليًا.
وقال أبو عثمان رحمه الله تعالى: الشكر معرفة العجز عن الشكر.
وقيل: الشكر على الشكر أتم من الشكر، وذلك أن ترى شكرك بتوفيقه، ويكون ذلك التوفيق من أجل النعم عليك فتشكره على الشكر ثم تشكره على شكر الشكر إلى ما يتناهى.
وقيل: الشكر إضافة النعم إلى مولاها بنعت الاستكانة له.
وقال الجنيد رحمه الله تعالى: الشكر ألا ترى نفسك أهلاً للنعمة.
وقيل: الشاكر الذي يشكر على الموجود، والشكور الذي يشكر على المفقود.
وقيل: الشاكل الذي يشكر على النفع، والشكور الذي يشكر على المنع.
ويقال: الشاكر الذي يشكر على العطاء، والشكور الذي يشكر على البلاء.
ويقال: الشاكر الذي يشكر عند البذل، والشكور الذي عند المطل.
وقال الشبلي رحمه الله تعالى: الشكر رؤية النعم لا رؤية النعمة.
وقيل: الشكر قيد الموجود وصيد المفقود.
وقال أبو عثمان رحمه الله تعالى: شكر العامة على المطعم والمشرب والملبس وشكر الخواص على ما يرد على قلوبهم من المعاني قال الله عز وجل: {وقليل من عبادي الشكور} [سبأ: ١٣].
وقال داود عليه السلام: إلهي كيف أشكرك وشكري لك نعمة من نعمك؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: الآن قد شكرتني.
وقيل: إذا قصرت يدك عن المكافأة فليطل لسانك بالشكر.
وقيل: لما بشر إدريس عليه السلام بالمغفرة سأل الحياة، فقيل له: لم؟ فقال: لأشكره، فإني كنت أعمل قبله للمغفرة، فبسط الملك جناحه وحمله إلى السماء.
وقيل: مر بعض الأنبياء عليه السلام بحجر صغير يخرج من الماء الكثير، فتعجب منه، فأنطقه الله له، فسأله عن ذلك، فقال: منذ سمعت الله عز وجل يقول: {نارًا وقودها الناس والحجارة} [مريم: ٦] فأنا أبكي من خوفه، فدعا ذلك النبي عليه السلام أن يجير ذلك الحجر من النار، فأوحى الله عز وجل إليه، إني قد أجرته من النار، فمر ذلك النبي، فلما عاد وجد الماء يتفجر منه أوفر مما كان قبل ذلك، فعجب، فأنطق الله