للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الجنيد رحمه الله تعالى: السير من الدنيا إلى الآخرة سهم هين على المؤمن، وهجران الخلق في جنب الحق شديد، والسير من النفس إلى الله صعب شديد، والصبر مع الله أشد.

وسئل رحمه الله تعالى عن الصبر؟ فقال: تجرع المرارة من غير تعبيس.

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد"، وقيل ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وقال ذو النون المصري رحمه الله تعالى: الصبر التباعد عن المخالفات، والسكون عند تجرع غصص البلية، وإظهار الغنى مع حلول الفقر بساحة المعيشة.

وقيل: الصبر الوقوف مع البلاء بحسن الأدب.

وقيل: هو الفناء في البلوى بلا ظهور شكوى.

وقيل: الصبر هو المقام مع البلاء بحسن الصحة، كالمقام مع العافية.

وقيل: أحسن الجزاء على العبادة الجزاء على الصبر ولا جزاء فوقه، قال الله تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل: ٩٦]، وقال عز وجل: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} [الزمر: ١٠].

وقيل: الصبر هو الثبات مع الله عز وجل، وتلقي أذية بلائه بالرحب والدعة.

وقال الخواص رحمه الله تعالى: الصبر الثبات مع الله تعالى على أحكام الكتاب والسنة.

وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله تعالى: صبر المحبين أشد من صبر الزاهدين، واعجبًا كيف يصبرون؟ وأنشد:

الصبر يحمل في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه لا يحمل

وقيل: الصبر ترك الشكوى.

وقيل: هو الاستكانة والاستعاذة بالله عز وجل.

وقيل: الصبر كاسمه.

وقيل: الصبر هو ألا يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما، والتصبر

<<  <  ج: ص:  >  >>