قال الله عز وجل:{إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا}[الإسراء: ٢٣]، وقال تعالى:{وصاحبهما في الدنيا معروفًا}[لقمان: ١٥]، وقال جل وعلا:{أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير}[لقمان: ١٤].
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهم عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((من أصبح مسخطًا لوالديه أصبح له بابان مفتوحان إلى النار، ومن أمسى مسخطًا لوالديه أمسى له بابان مفتوحان إلى النار، وإن كان واحدً فواحد، وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه)).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخط الوالدين)).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال:((جاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: إني أريد الجهاد، فقال: ألك أبوان؟ قال: نعم. قال- صلى الله عليه وسلم-: ففيهما فجاهد)).
وصفة البر: أن تكفيهما ما يحتاجان إليه، وتكف عنهما الأذى وتداريهما مداراة الطفل الصغير، ولا تتضجر منهما ولا من حوائجهما، وتجعل خدمتهما بدلًا من كثير نوافلك من الصلاة والصيام والقراءة، وتستغفر لهما عقيب صلواتك، ولا تحوجهما إلى التعب، وتتحمل أذاهما، ولا تعل صوتك على أصواتهما، ولا تخالفهما في ما لا يكون فيه خرق للشرع، معناه لا يكون في ذلك ترك الفرائض كحجة الإسلام والصلوات الخمس والزكاة والكفارة والنذر، وألا يكون في ذلك ارتكاب المحرم من أنواع المناهي من الزنا وشرب الخمر والقتل والقذف وأخذ المال كالغصب والسرقة لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى)).
وقد قال تعالى:{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا}[لقمان: ١٥].