ولا ينبغي أن يتزوج سليطة اللسان ولا مختلعة ولا متواشمة، فإذا تزوج فليحسن خلقه معها، ولا يؤذيها ولا يكرهها على مهرها، فتختلع منه، ولا يشتم لها أبًا ولا أمًا، فإن فعل ذلك كان الله ورسوله بريئين منه، قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: ((استوصوا بالنساء خيرًا فإنهن عوان عندكم)) يعني إسراء.
وقد جاء في بعض الآثار:((من تزوج امرأة بصداق، ولا يريد أن يؤديه إليها جاء يوم القيامة زانيًا)).
فإن آذته امرأة بلسانها وكان في ذلك إفساد دينه فليفتد هو نفسه منها، أو يلجأ إلى الله عز وجل، ويبتهل إليه بالدعاء، فإنه يكفي. وإن صبر على ذلك كان كالمجاهد في سبيل الله، وإن طابت هي له بشيء من مالها من غير إكراه فليأكله هيئًا مريئًا، كما قال الله عز وجل.
وينبغي أن يجتهد فينظر إلى وجهها ويديها من غير أن يخلو بها قبل العقد خوفًا إذا رآها بعد العقد لا تقع بقلبه فيكرهها، فيؤدي إلى طلاقها ومفارقتها من قريب. وفي ذلك وقوع في المكروه عند الله عز وجل لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:((ما من مباح أبغض إلى الله تعالى من الطلاق)).
والأصل في ذلك ما روى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال:((إذا قذف الله تعالى في قلب أحدكم خطبة امرأة فلينظر إلى وجهها وكفيها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما)).
وما روى عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)) فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزويجها. ذكره أبو داود في سننه.
وينبغي أيضًا أن تكون من ذوات الدين والعقل، لما روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين