مسيري إليك إلا أعجبها ذلك يا رسول الله، إن الله تعالى رب الرجال ورب النساء وآدم أبو الرجال وأبو النساء وحواء أم الرجال وأم النساء، فالرجال إذا خرجوا في سبيل الله فقتلوا فأحياء عند ربهم يرزقون، وإذا خرجوا فلهم من الأجر مثل ما علمت، ونحن نحسب عليهم، ونخدمهم فهل لنا من الأجر شيء؟ قال- صلى الله عليه وسلم-: اقرئي عني النساء السلام وقولي لهن: إن طاعة الزوج والاعتراف بحقه يعدل ما هناك، وقليل منكن يفعله)).
وعن ثابت عن أنس رضي الله عنه، قال: حين بعثتني النساء إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقلن:((يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل وبالجهاد في سبيل الله، فما لنا من عمل ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله؟ قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مهنة إحداهن في بيتها تدرك بها عمل المجاهدين في سبيل الله)).
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:((سئل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- هل على النساء جهاد؟ فقال- صلى الله عليه وسلم-: نعم جهادهن الغيرة، يجاهدن أنفسهن، فإن صبرن فهن مجاهدات، فإن رضين فهن مرابطات، ولهن أجران اثنان)(.
فينبغي للزوجين أن يعتقدا هذا الثواب المذكور في هذا الحديث وما قبله عند العقد والجماع جميعًا، وأداء الحق الواجب على كل واحد منهما للآخر بقوله عز وجل:{ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}[البقرة: ٢٢٨] ليكونا مطيعين لله تعالى، ممتثلين أمره جل ثناؤه، وتعتقد المرأة أن ذلك خيرًا من العزوبة، لما روى عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((ليس شيء خيرًا لامرأة من زوج أو قبر)).
وقال- صلى الله عليه وسلم-: ((مسكين مسكين مسكين رجل ليس له امرأة، قيل يا رسول الله: وإن كان غنيًا من المال؟ قال: وإن كان غنيًا من المال)).
وقال أيضًا:((مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج، قيل يا رسول الله وإن كانت غنية من المال؟ قال- صلى الله عليه وسلم-: وإن كانت غنية من المال)).