للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والربيع بن أنس البكري.

والبخاري وابن قتيبة وابن جرير وابن أي حاتم وابن عبدالبر والبغوي وغيرهم.

وهو قول: كبار أئمة اللغة أمثال: الخليل بن أحمد والفرَّاء والأخفش. (١)

لذا فالقول بتفسير الاستواء بالاستيلاء هو قول محدث في الأمة، وخروج على إجماع أئمة السنة.

بل هو تحريف بيِّن لم يعرفه الصدر الأول، ولا القرون الخيرية من بعده، ومن لم يكن يؤمنذٍ ديناً فلا يكون اليوم ديناً. (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ).

قال أبو العباس ابن تيمية:

ذكر أبو المظفر في كتابه " الإفصاح " قال:

سئل الخليل: "هل وجدتَ في اللغة استوى بمعنى استولى"؟

فقال: هذا ما لا تعرفه العرب؛ ولا هو جائز في لغتها، وهو إمام في اللغة على ما عرف من حاله، فحينئذ حمله على ما لا يعرف حمل باطل. (٢)

قال أبو بكر محمد بن النضر:

" كان ابن الأعرابي جارنا، وذكر لنا أن ابن أبي دؤاد سأله أتعرف في اللغة: استوى بمعنى استولى؟ فقال: لا أعرف. (٣)

٣ - قد قال تعالى (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨)) (المؤمنون: ٢٨)، وقال تعالى (وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤) (هود: ٢٨) فلو تنزلنا معكم أن الاستواء هو الاستيلاء، فهل استولى نوح-عليه السلام-

ومن معه على السفينة؟!، وهل استولت السفينة على جبل الجودي؟!

٤ - لو كان الله -تعالى- مستوياً على العرش بمعنى الاستيلاء، وهو تعالى مستولٍ على الأشياء كلها، لكان مستوياً على العرش، وعلى الأرض، وعلى السماء، وعلى


(١) وانظر مجموع الفتاوى (٥/ ٥١٩) وفتح الباري (١٣/ ٥٧٤) و"العلو" للذهبي (ص/١١٨ - ١٣٨) و "شرح أصول اعتقاد أهل السنة " (٣/ ٣٩٧، ٤٠٠) و"العين" (٧/ ٣٢٦)
(٢) مجموع الفتاوى (٤/ ١٤٦)
(٣) شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٢/ ٤٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>