للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا كله خلافُ ما تقتضي رُتْبَتُه في الدِّين". (١)

** قلت:

... مَن أراد شيخاً بلا زَلّة فلا يزال عِلْمُه إلى قِلّة...

* ثم يقال:

وهل يُجْزَمُ بأنّ الإمام ابن خُزيمةَ -رحمه الله- ينفي أصل صفة الصورة عن الله -عز وجل-؟ بل غاية ما في المسألة: أنه رأى أن نَصّاً بعينه ليس دالّاً على إثباتها، مع كون صفة الصورة ثابتة بالأدلة الأخرى.

* ولو تنزلنا وقلنا إنه لا يقول بأصل ثبوتها، فقد أثبتَ -رحمه الله- سائر صفات الرب على طريقة السلف.

وبهذا يتبين لنا أصلٌ من الأهمية بمكان، ألا وهو أن ما وقع من اختلاف بين السلف في مسائل الاعتقاد -على قلّته- إنما هو اختلاف في التطبيق، وليس اختلافاً في التأصيل (٢)، بمعنى: أنهم مع اتفاقهم على أصل إثبات الصفات لله تعالى، قد يختلفون في نصٍّ ما هل هو من نصوص الصفات أم لا.

* الفائدة الأخيرة:

في حديث الباب دلالة واضحة على إبطال نظرية (دَارْوِن) Darwin " " التي نصّت على مسألة تطور الجنس البشري، وأن الإنسان أصله قِرْد.

وهي نظرية كاذبة خاطئة، قد لَفَظَها كثيرٌ من الجامعات في الخارج... فما نصَّتْ عليه هو كلام منكر وباطل، ومخالف لكتاب الله -عز وجل-، ولسُنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ولإجماع سلف الأمة.

وقد اشتَهَرَ هذا القول عن المدعوّ دَارْوِنْ، وهو كاذب فيما قال، بلْ أصلُ الإنسان


(١) [الموافَقات] (ص/١٣٧).
(٢) كاختلافهم -مثلاً- في إثبات صفة (الشِّمال) لله -عزَّ وجلَّ- مع أصل اتفاقهم على إثبات صفة (اليد) لله تعالى، وكاختلافهم في رؤية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لربه ليلةَ المِعْراج مع اتفاقهم أن الله -تعالى- يُرى في الآخرةِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>