للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الأمة هَلْكى؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة».

يخالف ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، أن أمته نصف أهل الجنة، كما ورد ذلك في الصحيحينِ.

الرد على هذه الشبهة:

قال أبو العباس ابن تيمية: "الفرقة الناجية هي أهل السنة والجماعة، وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم، وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء، ولا تبلغ الفرقة من هؤلاء قريبا من مبلغ الفرقة الناجية، فضلاً عن أن تكون بقدرها، بل قد تكون الفرقة منها في غاية القلة". (١).

يقول الإمام الصَّنعانيّ:

"هذه الفرق المحكوم عليها بالهلاك قليلة العدد، لا يكون مجموعها أكثر من الفرقة الناجية. فلا يتم أكثرية الهلاك، فلا يرِد الإشكال.

وإن قيل يمنع عن هذا أنه خلاف الظاهر من ذكر كثرة عدد فرق الهلاك، فإنّ الظاهر أنهم أكثر عدداً!! قلتُ: ليس ذكر العدد في الحديث لبيان كثرة الهالكين، وإنما هولبيان اتساع طرق الضلال وشعبها ووحدة طريق الحق". اهـ (٢).

قال الشيخ صالح المُقْبلي:

"إن الناس عامة وخاصة، فالعامّة آخِرُهم كأولهم، كالنساء والعَبيد والفَلّاحين والسُّوقة ونحوهم ممن ليس من أمر الخاصة في شيء، فلا شك في براءة آخِرهم من الابتداع كأولهم، وهم الأكثر عدداً قديماً وحديثاً، وأما الخاصة فمنهم مبتدع اخترع البدعة وجعلها أصلاً يردُّ إليها صرائح الكتاب والسنة، ثم تبعه أقوامٌ مِن نَمَطِهِ في الفقه والتعصُّب، وهؤلاء هم المبتدعة حقّاً عند الله تعالى،


(١) مجموع الفتاوى (٣/ ٣٤٥، ٣٤٦).
(٢) افتراق الأمة إلى نَيِّفٍ وسبعينَ فِرقةً (ص/٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>