(٢) مجموعة الرسائل الكبرى (١/ ٣٥٣). (٣) قال اللَّيْثُ بن سَعْدٍ: "وإنّما صَحَّتِ الحُجّةُ في هذِه القصة لآدمَ على موسى؛ مِن أجْل أنّ الله قد غفرَ لآدمَ وتاب عليه، فلم يكنْ لموسى أنْ يُعيِّرَه بما قد غفرها الله له؛ ولذلك قال له آدمُ: أنت موسى الذي آتاك اللهُ التوراةَ، وفيها عِلمُ كل شيء، فوجدتَ فيها أنّ الله قد قدّر عليّ المعصية، وقدّر عليّ التوبة منها، وأسقطَ بذلك اللومَ عنّي، أفتلومني أنت، واللهُ لا يلومني؟! وبِمِثْلِ هذا احتجَّ ابن عمر على الذي قال له: إنّ عثمان فرَّ يومَ أُحُدٍ، فقال ابنُ عمرَ: "ما على عثمانَ ذَنْبٌ؛ لأنّ الله قد عفا عنه بقوله: {وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ} [آل عمران: ١٥٥] ". وانظر: التوضيح لشرح الجامع الصحيح (٣٠/ ١٦٣). وقد ذكر ابن عبد البر جواباً ثالثاً في مسألة اعتذار التائب بالقدر، فقال: "هو خاصٌّ بآدم -عليه السلام- لأنّ الله -عز وجل- أخبره أنه تاب عليه؛ فيجوز له أن يحتج بالقدر، وأمّا غيرُه فلا يَعلمُ بتوبة الله عليه، فلا يَحتجّ بالقدر". وانظر: الاستذكار (٨/ ٢٥٨)، والقضاء والقدر لعبد الرحمن بن المحمود (ص/٤١١).