للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨)) (سبأ: ٢٨)

وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ:

«وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». (١)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «... وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً» (٢)، فيدخل في ذلك: أهل الكتاب، وغيرُهم.

٢ - المعنى الثاني: أمة الإجابة:

وهم الذين استجابوا لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، ودانوا بدين الإسلام، وذلك يشمل كل مسلم، وإن كان واقعاً في جملة من البدع المفسقة التى لا تُخرج من دائرة الإسلام.

وهم المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الباب:

" وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا وَاحِدَةً ".

٣ - المعنى الثالث: أمة الاتباع:

وهم الذين سلكوا نهج أهل السنة والجماعة، فساروا على هَدى النبي صلى الله عليه وسلم، وهم في ذلك ليسوا على درجة واحدة في الاتباع.

وعليه فهُم أخصُّ من أمة الإجابة، فهي الفرقة الناجية التي وردت في حديث الباب، وذلك في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا كان على مِثل ما أَنَا عَلَيْهِ اليومَ وَأَصْحَابِي»

فهي كل من اتبع أصول الاعتقاد التي بُعث بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكان على الأصول العامة لمنهج أهل السنة والجماعة، حتى وإن كان مقصراً في جانب العبادات العملية.

*وهنا نعود للسؤال:

لأي المعاني نوجه قوله صلى الله عليه وسلم: «وستفترق أمتي...»؟

هل هي أمة الدعوة أم أمة الإجابة أم الاتباع؟

أما أهل البدع فتراهم يفسرون هذا الحديث فيقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قصد بقوله «وستفترق أمتي...» أمة الدعوة.


(١) أخرجه مسلم (١٥٣).
(٢) متفق عليه (١٠٣ (.

<<  <  ج: ص:  >  >>