للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الرد على الكرَّامية:

قد نص شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا قول الكرَّامية في الإيمان هو قول ابتدعته، ولم يسبقها أحد إلى هذا القول، وهو آخر ما أُحدث من الأقوال في الإيمان.

قد قال تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤)) ... (الحجرات/١٤)

ومعلوم أنه قد وقع منهم القول الظاهر، الذي هو الإقراربالشهادتين، ولم يجعلهم بذلك مؤمنين؛ لعدم دخول الإيمان في قلوبهم بعد. (١)

الإجماع:

قال النووي:

ومن أقوى ما يُرد به على الكرَّامية إجماع الأمة على إكفَّار المنافقين. (٢)

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

والكرَّامية يقولون: من تكلَّم به بلسانه دون قلبه فهو مؤمن كامل الإيمان وإنه من أهل النار، فيلزمهم أن يكون المؤمن الكامل الإيمان معذَّباً في النار، بل يكون مخلَّداً فيها، وقد تواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -أنه {يخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان}، وإن قالوا لا يخلَّد وهو منافق لزمهم أن يكون المنافقون يخرجون من النار، والمنافقون قد قال الله فيهم {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}. (٣)

** قَالَ أَبُو مُصْعَب الْمَدَنِي: مَنْ قال الْإِيمَان قَول يستتَاب، فَإِن تَاب وَإِلَّا ضُرِبَت عُنقه. (٤).


(١) وانظر الإيمان لأبي يعلى (ص/٣٩٤)
(٢) المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (١/ ١٤٧)
(٣) بتصرف يسيرمن مجموع الفتاوى (١٣/ ٥٦)
(٤) سنن الترمذي (٢٦٢٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>