للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وقال وعن القول بأن نطق اللسان شرط لصحة الإيمان:

هو قول ضعيف، كالقول بأنه شطر منه، والراجح أنه شرط لإجراء الأحكام الدنيوية فقط، فهي شرط كمال في الإيمان على التحقيق. (١)

٣ - قد ذهب جمهور الأشاعرة إلى القول بزيادة ونقصان الإيمان، وهذا عندهم باعتبار التصديق القلبي، وهو ما نص عليه البيجوري فى تحفة المريد، ومنهم من لم يجعل التصديق محلاً للزيادة والنقصان، وقصر ذلك على أعمال الجوارح وقول اللسان

فقط، والتي لا تدخل عندهم أصالة في الإيمان. (٢)

يقول سعد الدين التفتازاني:

حقيقة الإيمان لا تزيد ولا تنقص، لما مر من أنه- أي الإيمان- التصديق القلبي الذي بلغ حد الجزم والإذعان، وهذا لا يُتصور فيه زيادة ولا نقصان. (٣)

٤ - تبنّت طائفة من الأشاعرة بقول الجهمية في الإيمان، ولكنهم لم يلتزموا بلوازم هذا القول، بل التزم الأشعري التناقض الواضح عندما قبل أن يقول أن إبليس لمَّا كفَّر نُزعت منه المعرفة، وكذا وقع لفرعون، ولكن لمَّا لم يلتزم بلازم قوله دل على تناقضه، وبطلان أصل القول؛ لأن القول إذا لزم منه البطلان كان باطلاً. (٤)


(١) وانظر حاشية البيجوري على متن السنوسية الصغرى (ص/٥٧) والإيمان عند السلف (١/ ٢٣١)
(٢) وللأشاعرة فى مسألة زيادة ونقصان الإيمان أربعة أقوال، لكن جمهورهم على ما ذكرنا أعلاه.
انظر لذلك:
العقيدة النظامية للجوينى (ص/٢٦٨) والمجرد لابن فورك (ص/١٥٣) وتحفة المريد (ص/١٥٠) والاقتصاد للغزالي (ص/١٢٢)
(٣) العقائد النسفية (ص/٢٧٨)
(٤) وانظر إبطال القول بوحدة الوجود (ص/١٠٩ - ١٠١)
*تنبيه:
وأما قول أبى الحسن الأشعري في الإيمان فله فيه قولان:
الأول الذي ذكره في كتبه (المقالات، والإبانة) وهو موافقة أهل السنة أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، والثاني: ما ذكره عنه شيخ الإسلام ابن تيمية من أن أبا الحسن يقول بقول الصالحي في الإيمان، أنه هو معرفة الله، والكفر هو الجهل به، ونص أنه أشهر قولي أبي الحسن.
وانظر مجموع الفتاوى (٧/ ٥٤٤ - ٥٨٢) والإيمان عند السلف (١/ ٢٢٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>