للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - الذي أوقع الأشاعرة في القول بإخراج أعمال الجوارح من مسمَّى الإيمان هو ظنهم أن هذا القول هو الذي يبطل دعوى الوعيدية القائلين بتكفير صاحب الكبيرة، كما نص على ذلك الجويني في الإرشاد.

* الرد على الأشاعرة من وجوه:

١ - الوجه الأول:

أما قولهم بإخراجهم عمل الجوارح من الإيمان لرد دعوى الوعيدية بتكفير فاعل الكبيرة، فيقال:

أن الرد على أهل الباطل لا يحصل بنقد ما ثبت من الحق، وإنما يكون بإظهار الحق الذي خفي على أهل الباطل.

فقد دلت أدلة الكتاب والسنة والإجماع على أن أعمال الجوارح من الإيمان، بل لا يصح الإيمان إلا بوجود جنس عمل الجوارح.

فمن أدلة ذلك:

قال الله عز وجل {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ {[الروم: ٣١].

فرتَّب الله -عزوجل - أخوة الدين على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهذه أعمال جوارح.

قال الأوزاعي:

فوصف الله الدين قولاً وعملاً، فقال: فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين، والتوبة من الشرك، وهو من الإيمان، والصلاة والزكاة عمل. (١)

*وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قَالَ:

«أَتَدْرُونَ مَا الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ» قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:

«شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ


(١) وانظرالسنة للخلال (٣/ ٨٣) وبراءة أهل الحديث من بدعة الإرجاء (١٥٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>