للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى، وإعلان الكفر، ليس كفراً، ولكنه دليل على أنه يعتقد الكفر، وهذا أصل سوء خارج عن إجماع أهل الإسلام.

ثم يقال لهم:

إذ ليس شتم الله- تعالى- كفراً عندكم، فمن أين قلتم: إنه دليل على الكفر؟

فإن قالوا: لأنه محكوم على قائله بحكم الكفر؟ قيل لهم: نعم، محكوم عليه بنفس قوله، لا بمغيَّب ضميره الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، فإنما حكم له بالكفر بقوله فقط، فقوله هو الكفر، ومن قطع على أنه في ضميره، وقد أخبر الله تعالى عن قوم {يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم} [آل عمران: ١٦٧] فكانوا بذلك كفاراً، كاليهود الذين عرفوا صحة نبوة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما يعرفون أبناءهم، وهم مع ذلك كفَّار بالله -تعالى- قطعاً بيقين، إذ أعلنوا كلمة الكفر. (١)

* فإن قيل:

فما تأويل قول صاحب الطحاوية: ولا نكفِّر أحداً بذنب ما لم يستحله؟

فالجواب:

ما نص عليه شيخ الإسلام أن هذه العبارة سيقت رداً على الخوارج الذين يكفِّرون بالكبيرة.

٢ - فتح باب التخلِّي عن الواجبات والوقوع فى المحرمات، كما إن فيه تجسير لكل فاسق وقاطع طريق على الموبقات، مما يؤدي إلى الإنسلاخ من الدين، وهتك حرمات الإسلام، نعوذ بالله من الخذلان. (٢).

* تنبيهات مهمة:

١ - المرجئة يقولون نحن مؤمنون عند الله؛ حيث إن التصديق لا يقبل النقصان ولا الشك، فمجرد أن آمنوا ثبت لهم كمال الإيمان، أما أهل السنة فيقولون: نحن مؤمنون بالاقرار؛ فالمؤمن يقر بإيمانه، لكنه لا


(١) المحلى بالآثار (١١/ ٥٢٦)
(٢) انظر درء الفتنة عن أهل السنة (ص/٣٩) ومزيد من اللوازم الباطلة لمذهب المرجئة
قد ذكرها شيخ الإسلام فى مجموع الفتاوى (٧/ ١٨٨ - ١٩٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>