للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالرد عليه في حديث حُذَيْفَة - رضي الله عنه - سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ". (١)

والمعنى أن الرجل إذا تبع هواه وارتكب المعاصي، دخل قلبه بكل معصية يتعاطاها ظلمة، وإذا صار كذلك افتتن وزال عنه نور الإيمان. (٢).

*ومن اللوازم الباطلة لقول المرجئة في باب الإيمان:

١ - لما كان الإيمان عند المرجئة منحصرأ في التصديق ترتب على ذلك أن يكون

الكفر لا يحصل إلا بالتكذيب، وعليه فمن لطخ المصحف - مثلا - أوسجد لصنم فلا يكفر، وعمله هذا لا يكون كفراً، بل هذا عندهم دال على انتفاء الإيمان من قلبه.

وأهل السنة يقولون أن ذات الفعل يكون كفراً، لذا فمذهب الإرجاء قد ترتب عليه المفاسد العظيمة، حيث حصروا الكفر في كفر الاستحلال والجحود. (٣)

قال ابن حزم:

وأما سب الله تعالى فما على ظهر الأرض مسلم يخالف في أنه كفر مجرد، إلا أن الجهمية، والأشعرية - وهما طائفتان لا يعتد بهما - يصرِّحون بأن سب


(١) رواه مسلم (٣٨٦)
(٢) الكوكب الوهَّاج شرح صحيح مسلم (٤/ ٤٠)
(٣) وعليه نقول:
أن من قال أن الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص، وجعل أعمال الجوارح شرط كمال، ويقول " لا كفر إلا باعتقاد وجحود" وينسب ذلك لأهل السنة، فقد نسب لأهل السنة ما ليس منهم.
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان: هل تصح هذه المقولة: " من قال الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد وينقص فقد بريء من الإرجاء كله حتى لو قال لا كفر إلا باعتقاد وجحود "؟
فقال:
هذا تناقض!! إذا قال لا كفر إلا باعتقاد أو جحود فهذا يناقض قوله إن الإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، لأنه إذا كان الإيمان قول باللسان واعتقاد الجنان وعمل بالجوارح وأنه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية... فمعناه أنه من تخلى من شيء من ذلك فإنه لا يكون مؤمناً. وانظر أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر (ص/٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>