للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النَّاسَ السِّحْرَ {. (١)

٢) أن تكون باللغة العربية: واضحة الألفاظ ومفهومة المعني:

وقد أجاز قوم كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها، لكن قد دل الحديث على أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع، وما لا يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمتنع احتياطاً. (٢) .. فالرقية تكون محرمة إذا حوت على أسماء لا يُفهم معناها؛ لأنها تجر إلى الشرك، ولا يؤمن أن يكون في الكلام الذى لا يُفهم معناه شيء من الشرك، فلا بد أن يكون من الكلام المفهوم.

قال القرافي:

من الرقى ما هو مشروع، كالفاتحة والمعوذتين، ومنها ما هو غير مشروع كرقى الجاهلية والهند وغيرهما، وربما كان كفراً؛ ولذلك نهى مالك وغيره عن الرقى بالعجمية لاحتمال أن يكون فيه محرَّم. (٣)

تحدّث شيخ الإسلام رحمه الله عنها، وذكر حرمتها في موضع آخر فقال:

"وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لا تفقه بالعربية، فيها ما هو شرك بالجنّ. ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لا يفقه معناها لأنها مظنة الشرك، وإن لم يعرف الراقي أنها شرك. (٤)

وأما من كان لا يحسن العربية فرقي بلغة أخري بكلام مفهوم المعنى فلا حرج في ذلك.

٣ - ألا يعتقد المرء أن الرقية تنفع بذاتها:

فالرقية سبب يقع أثره بتقدير الله عزوجل، فلا تأثير لها إلا بإذن الله غير وجل، فقد يتوفر السبب ويتخلف التأثير، وقد يقع التأثير -الذى هو الشفاء-بغير سبب.


(١) قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة (ص/٣٢٩)
(٢) فتح الباري بتصرف يسير (١٠/ ١٩٥)
(٣) أنوار البروق في أنواء الفروق (٣/ ١٢٩٥)
(٤) مجموع الفتاوى (١٩/ ١٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>