للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال البيهقي:

قد نهى عن الرقية إذا كان فيها شرك، أو استعمل شئ من ذلك، على الوجه الذي كانوا يستعملونه في الجاهلية من إضافة الشفاء إليها دون الله عز وجل. (١)

وقد نقل ابن حجر والسيوطى إجماع العلماء على هذه الشروط الثلاثة.

قال ابن حجر:

أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط أن يكون بكلام الله -تعالى- أو بأسمائه وصفاته، وباللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره، وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى. (٢)

** فوائد مهمة تتعلق بالرقية:

١) الرقية توفيقية وليست توقيفية:

بمعنى ان الرقى لا يجب فيها الإلتزام بنص أو بذكر معين، بل إن رقى بذكر أو قراءة، فرأى أثرها الطيب، فله أن يكررها ما لم يكن فيها محذور يخالف صحيح العقيدة؛ ذلك لأن التداوي بالرقي من جنس التداوي بالأدوية، فهي مبنية على التجربة، لا على التلقي.

يؤيد ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم: «اعرضوا علىَّ رقاكم»، فلم يلزمهم بذكر بعينه، مع إرشادهم لأنفع أوراد الرقية الشرعية. (٣)

٢) من استرقى وهو لا يعلم بحديث السبعين، وأن طلب الرقية مخرج من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، وأنه خلاف الأولى، فإذا علم ذلك فأقلع عن الاسترقاء، وحقق الصفات الأخرى المذكورة في الحديث فهو معدود - بإذن الله - في السبعين ألفاً، فالعبرة في ذلك بمن علم الحديث ثم فعل ذلك بعد علمه به.

* ومما يؤيد ذلك أمور منها:

١) عن عمران بن حصين-رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنِ الكَيِّ، قَالَ: فَابْتُلِينَا


(١) معرفة السنن والآثار (١٤/ ١٢٠)
(٢) فتح الباري (١٠/ ١٩٥)
(٣) وتأملوا الفارق بين قوله صلى الله عليه وسلم: «اعرضوا على رقاكم» وقوله (صلوا كما رأيتونى صلى) وقوله (خذوا عنى مناسككم) فهذا مما يوضح لنا الفارق بين الأمور التوقيفية، والأمور التوفيقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>