((في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيرًا إلا أعطاه)) (متفق عليه) وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، فيها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر))؛ أخرجه أبو داود والنسائي، وصححه جمع من العلماء، منهم: المنذري، وابن حجر، ومن المعاصرين: الألباني والذى عليه جمهور العلماء انها الساعة الأخيرة قبل الغروب. (٢) وما هذا إلا فعل الشيطان الذي ينخس عين ابن آدم ليتشاءم، كما جاء في حديث امرأة ابن مسعود -رضى الله عَنها- قالت: كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت، فقال عبد الله: إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كفَّ عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "أذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما " أخرجه أبوداود (٣٨٨٣)، وأصله في الصحيحين. (٣) وحكي أن الوليد بن يزيد بن عبد الملك تفاءل يوماً في المصحف فخرج له قوله تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: ١٥] فمزق المصحف، وأنشأ يقول: أتوعد كل جبار عنيد... فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر... فقل يا رب مزقني الوليد فلم يلبث إلا أياما حتى قتل شر قتلة، وصلب رأسه على قصره، فنعوذ بالله من البغي ومصارعه، والشيطان ومكائده، وهو حسبنا وعليه توكلنا. وانظر "أدب الدنيا والدين" (ص/٣١٧) و "مسائل العقيدة قررها أئمة المالكية " (ص/١٠٨)