للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنيين في حديث الباب لما كمل عندهم صدق توجه القلب إلى الرب فقد أغناهم ذلك عن الإنشغال والالتفات إلى مباشرة الأسباب. فلما كمل توكلهم فى ذلك فقد ارتقوا إلى هذه المنزلة العليَّة. (١)

قال ابن القيم:

وإذا ثبت أن التداوي مباح بالإجماع مندوب إليه عند بعض العلماء، فلا يلتفت إلى قول قوم قد رأوا أن التداوي خارج من التوكل؛ لأن الإجماع على أنه لا يخرج من التوكل، وقد تداوى الرسول -صلى الله عليه وسلم -وأمر بالتداوي، ولم يخرج بذلك من التوكل. (٢)

تم بحمد الله


(١) ونظير ذلك ما ورد في قوله تعالى {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} فهؤلاء لما حققوا الإيمان المطلق الذى لا تشوبه شائبة شرك تحقق لهم الأمن المطلق.
(٢) تلبيس إبليس (ص/٢٥٥) وقد بوَّب ابن القيم باب: "ذكر تلبيس إبليس عَلَى الصوفية فِي ترك التداوي "، ثم ذكر الكلام المذكور أعلاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>