للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحسنى له عدّة معانٍ منها:

المعنى الأول:

جُحودها ونفيُها كما نفتْها الجهميّة.

وهذا أعظم الإلحاد فيها، فالذي يقول: "إن الله ليس له أسماء، لأنّ الأسماء موجودة في المخلوقين، فإذا أثبتناها صار تشبيهاً".

فهذا جاحدٌ لأسماء الله، ملحِدٌ فيها- والعياذُ بالله- أعظم الإلحاد، وهذا كُفرٌ بالله عزّ وجلّ.

ب) المعنى الثاني:

تأويلُها عما دلّت عليه، كما فعلت المعتزلة فإنهم يُثبتون الأسماء ولكنّهم ينفون معانيها وما تدل عليه من الصّفات، فالذي لا يُثْبِتُ الصّفات مُلحدٌ في أسماء الله، لأنّه جحد معانيها، وجعلها ألفاظاً مجرَّدة لا تدلّ على شيء. (١)

جـ) المعنى الثالث:

أن يدخل فيها ما ليس منها.

د) المعنى الرابع:

تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها؛ كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنَّها ألفاظٌ مجردةٌ لا تتضمن صفات ولا معاني.

٣) الفائدة الثالثة:

أسماء الله - تعالى - توقيفية:

وهذا الذى عليه الجمهور من أهل السنة والجماعة، أن أسماء الله -تعالى- لا تُعرف إلا بما ورد به الأثر الصحيح.

فلا نثبت لله -تعالى- اسماً إلا بدليل من كتاب أو سنة، ومن أدلة ذلك:

أ) قوله تعالى (الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (البقرة /٣)

فأصل من أصول الإيمان هو الإيمان بالغيب، ومن الإيمان بالغيب أن نؤمن بمجمله دون الخوض فيما لا نعلم، وأسماء الله -تعالى- من هذا الباب الغيبي الذى لا سبيل للعلم به إلا بوحى.

ب) قوله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)

فقوله: الأسماء: (الـ) هذه تسمى العهدية، أي التي تعهدونها، ونحن لا نعهد من الأسماء إلا ماجاء به الشرع.


(١) إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (١/ ٥٥٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>