(٢) فالتوحيد هو أحد الأصول الخمسة للمعتزلة، ومعناه عندهم لا يتحقق إلا بنفي الصفات، ويعد واصل بن عطاء رأس المعتزلة في ذلك، فهو من أصل وأسس للقول بنفي الصفات، وكان يقول في إشارات منه إلى ذلك: "إن من أثبت لله معنى وصفة قديمة فقد أثبت إلهين". = =وانظر "الصواعق المرسلة" (١/ ١٣٦) و"الملل والنحل" (١/ ٦٧) وقد نص أبوالحسن الأشعري على أن المعتزلة لم تقدر أن تفصح بذلك خوفاً من السيف فأتت بمعناه، وقالت: إن الله عالم قادر حي سميع بصير من طريق التسمية، من غير أن يثبتوا له حقيقة العلم والقدرة والسمع والبصر". وقال البيجورى وهو يبين شبهة المعتزلة فى نفيهم للصفات: وإذا كانت قديمة فيلزم تعدد القدماء، وهو كفر بإجماع المسلمين، وقد كفرت النصارى بزيادة قديمين على الذات العلية، كما قال تعالى (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ) (المائدة: ٧٣)، فكيف بالأكثر؟!! وانظرالإبانة (ص/١٤٣) وتحفة المريد (ص/١٤١) وحاصل هذا الإشكال عند المعتزلة زعمهم أنهم إذا أثبتوا أن الله -عز وجل - متصف بصفة زائدة على ذاته، فإن ذلك يستلزم أن تكون هذه الصفة قديمة، وهذا يؤدي إلى تعدد القدماء، وهو محال.