للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاضي عبد الجبار وهو يبيّن معنى التوحيد عند المعتزلة:

وأجمع مشايخنا أن الله واحد فى صفاته، وأن كل صفات الله أنها للذات، أوترجع إلى الذات، وقالوا قادر لذاته؛ وليس قادراً بقدرة، ..... فهذا قول مشايخنا فى التوحيد. (١)

وقد نقل ابن المرتضى تلميذ القاضي عبد الجبار إجماع المعتزلة على قولهم في الصفات، فقال:

"وأما ما أجمعت عليه المعتزلة، فقد أجمعوا على أن للعالَم مُحدِثاً، قديماً، قادراً، عالماً، حياً، لا لمعانٍ. (٢)

ومعنى هذا الإجماع:

أن هذه الصفات ليست معاني تقوم بذات الله، وإنما هي أحكام تضاف إلى الله عزوجل.

وأما الأسماء التى أثبتوها فقد جعلوها أسماءً جامدة لا تدل على أية معانٍ، فقالوا سميع بلا سمع، وبصير بلا بصر.

* نقول:

والقول المؤيد بالأدلة العقلية والنقلية أن صفات الله- تعالى - داخلة في مسمَّى أسمائه، فمن استعاذ بصفة من صفات الله-عزوجل - أو حلف بها فإنما استعاذ بالله، وحلف به تعالى، و يشهد لهذا الاستعاذة التي علمها النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته، كما في قوله:

" أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: " اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ". (٣)

*كما أن إنكارالصفات يعد من الإلحاد في أسماء الله -تعالى - وصفاته.

قال ابن القيم في بيان أنواع الإلحاد في أسمائه وصفاته:

ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها؛ كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنَّها ألفاظٌ مجردةٌ لا


(١) الأصول الخمسة (ص/٣٦٣)
(٢) وانظر المنية والأمل في شرح الملل والنحل (٥٦).
(٣) الصفات الإلهية في الكتاب والسنة (ص/٣٤٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>