وقد نص ابن حزم على أن الإمامية كلها قديما وحديثا على القول بأن القرآن مبدل، زيد فيه ما ليس منه ونقص منه كثير، وبدل منه كثير. ثم قال رحمه الله: والقول بأن بين اللوحين تبديلاً كفر صحيح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. انظر الفصل (٣/ ١١٤) وقد كثرت التهم على الشيعة الامامية بالقول والاعتقاد بأنة القرآن الكريم محرَّف؛ وذلك لقرائن عدة منها: ١) المصحف الموجود لديهم واسمه " مصحف فاطمة ": ويروي الكُليني في كتابه الكافي في صفحة ٥٧ طبعة ١٢٧٨ هـ عن أبي بصير أي "جعفر الصادق": "وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال: قلت: وما مصحف فاطمة؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه حرف واحد من قرآنكم". وينكر بعض الشيعة المعاصرون " مصحف فاطمة " لكن هذا موجودة في كتبهم ولم يتبرأ منها علماؤهم على رؤوس الأشهاد وبين الشيعة أنفسهم، مما يوحي أن هذا الإنكار هو من باب التقية التي يطبقونها مع الفرق الإسلامية الأخرى مثل التظاهر بأداء بعض العبادات علانية ومخالفتها سرًا. وانظرالموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (ص/٥٥) ٢) ما ألفه المحدّث الشيعي حسين النوري الطبرسي في ذلك المعنى وسمَّاه " كتاب فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب "، وإن كان علمائهم يتبرأون من ذلك الكتاب، يقول بعض المعاصرين من علماء الشيعة الإثني عشريَّة أنَّه «لو سلمنا أنَّ الشيخ النوري يعتقد بنقصان القرآن، فهو قوله، لا قول الطائفة، قول الواحد لا ينسب إلى الطائفة»