للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» (١)

*والإيمان باليوم الآخر يتضمن كل ما يكون ذلك اليوم بمشاهده المتلاحقة المتتابعة، من قيام الساعة و البعث من القبور، حين يأمر الله - تعالى - إسرافيل -عليه السلام - بالنفخ في الصور النفخة الثانية، ويبعث الله تبارك وتعالى الموتى من القبور.

ثم يُحشرالناس إلى أرض الموقف، ثم العرض والسؤال وتطاير الصحف، وأخذ كتب الأعمال و الحساب والميزان، ثم المرور على الصراط: وهو جسر منصوب فوق جهنم يمر عليه جميع الناس، ورود الحوض، ثم الجنة والنار.

ونفي شيء من هذه المشاهد هو إنكار للقرآن ومتواتر السنة وإجماع الأمة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

وأما طوائف من الكفار وغيرهم من الصابئة والفلاسفة ومن وافقهم فيقرون بحشر الأرواح فقط، وأن النعيم والعذاب للأرواح فقط. وطوائف من الكفار والمشركين وغيرهم ينكرون المعاد بالكلية، فلا يقرون: لا بمعاد الأرواح، ولا الأجساد. ... وأما المنافقون من هذه الأمة الذين لا يقرون بألفاظ القرآن والسنة المشهورة فإنهم يحرِّفون الكلم عن مواضعه، ويقولون هذه أمثال ضربت لنفهم المعاد الروحاني، وهؤلاء مثل القرامطة الباطنية... ومثل المتفلسفة الصابئة... ، هؤلاء كلهم كفار يجب قتلهم باتفاق أهل الإيمان... . (٢)

قال القاضي عياض:

"... وكذلك من أنكر الجنة أو النار، أو البعث، أو الحساب، أو القيامة فهو كافر بإجماع؛ للنص عليه، وإجماع الأمة على صحة نقله متواتراً، وكذلك من اعترف بذلك، ولكنه قال: إن المراد بالجنة والنار والحشر والنشر


(١) متفق عليه.
(٢) مجموع الفتاوى (٤/ ٣١٤) وانظر شرح منظومة الإيمان للبشير المراكشي (ص/٢٠٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>