قال تعالى {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}[طه: ١٥] فهي واقعة، ولكن وقت وقوعها غير معلوم.
وقال تعالى (يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا)(الأحزاب/٦٣)
وسبب السؤال عن الساعة زجر الناس عن السؤال عنها، فإنهم أكثروا السؤال عنها، كما قال تعالى:{يسألك الناس عن الساعة}، فلما أجيبوا بأنه لا يعلمها إلا الله -سبحانه- كفوا؛ لأن معنى:" ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ": لا علم لى ولا لك ولا لأحد به. (١)
قَالَ جبريل عليه السلام: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟، قَالَ صلى الله عليه وسلم:
اختلف العلماء في معنى ذلك عَلى سبعة أوجه، لكنها متداخلة، وتلخص على أربعة أقوال:
القول الأول:
قال الخطابي: معناه: اتساع الإسلام واستيلاء أهله على بلاد الشرك وسبي ذراريهم، فإذا ملك الرجل الجارية واستولدها كان الولد منها بمنزلة ربها، لأنّه ولد سيدها، قال النووي وغيره: إنه قول الأكثرين.
واعترض الحافظ ابن حجر على ذلك فقال:
لكن في كونه المراد نظر؛ لأن استيلاء الإماء كان موجوداً حين المقالة، والاستيلاء على بلاد الشرك وسبي ذراريهم واتخاذهم سراري وقع أكثره في صدر الإسلام، وسياق الكلام يقتضي الإشارة إلى وقوع مالم يقع مما سيقع قرب قيام الساعة.
القول الثاني:
إن تبيع السادة أمهات أولادهم ويكثر ذلك فيتداول الملاك المستولدة حتى يشتريها ولدها، ولا يشعر بذلك.
(١) وانظر صحيح مسلم وشرحه المسمى " إكمال إكمال المعلم " (١/ ٦٩) لمحمد بن خلفة الوشتاني الأبي المتوفى (٨٢٧ - ٨٢٨ هـ)