للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ، وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ ". (١)

*وأما الإجماع:

قال ابن أبي زَمَنِين المالكي:

وأهل السنة يؤمنون بنزول عيسى وقتله الدجال وقال عز وجل " وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ " يعني عيسى. (٢)

قال المناوى:

وقد حكى في المطامح إجماع الأمة على نزوله، وأنكر على ابن حزم ما حكاه في مراتب الإجماع من الخلاف في نزوله قبل يوم القيامة، وقال: هذا نقل مضطرب، ولم يخالف أحد من أهل الشريعة في ذلك وإنما أنكره الفلاسفة والملاحدة. (٣) وممن حكى هذا الإجماع:

الأشعري فى المقالات (١/ ٢٩٥) والقاضى عياض فى شرح مسلم (١٨/ ٧٥)

ومما استنبط منه شيخ الإسلام ابن تيمية واستدل به على نزول عيسى - عليه السلام -قوله:

"والمسيح - عليه السلام وعلى سائر النبيين- لا بد أن ينزل إلى الأرض كما ثبت ذلك في الأحاديث الصحيحة، ولهذا كان في السماء الثانية، مع أنه أفضل من يوسف وإدريس وهارون، لأنه يريد النزول إلى الأرض قبل يوم القيامة بخلاف غيره ". (٤)

وقد درج أئمة السنة في مصنفاتهم على ذكر نزول عيسى -عليه السلام - آخر الزمان، حتى


(١) أخرجه مسلم (٢٩٣٧) أحمد (١٧٦٢٩) وأبوداود (٤٣٢١)
وهذه المنارة هي المنارة البيضاء الموجودة اليوم على الباب الشرقي لمدينة دمشق القديمة، وقد بناها السلطان نور الدين محمود بن زنكي في القرن السادس.
وهذه المنارة تقع شرقي دمشق، و تسمى الآن " مئذنة عيسى "، وهي منطقة يسكنها النصارى اليوم وفيها كنائسهم و نزول عيسى - عليه السلام - فيها مناسب لأنهم يدَّعون ألوهيته وهو عليه السلام عند نزوله سيكسر الصليب و يقتل الحنزير.
وقوله صلى الله عيه وسلم " فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ "، وباب لّد الشرقي من أرض فلسطين، بالقرب من الرملة على نحو ميلين منها. وانظر عقيدة عبد الغني المقدسي (ص/٩٥)
(٢) أصول السنة (ص/١٩٢)
(٣) فيض القدير (٥/ ٥١٩) وكذلك ممن نقل هذا الإجماع:
ابن عطية في المحرر الوجيز (٣/ ١٠٥) والسفاريني في " لوامع الأنوار" (٢/ ٩٤)، وانظر " منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة " (ص/٨٥٧)
(٤) مجموع الفتاوى (٤/ ٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>